فصل: حرف الفاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


 حرف الفاء‏‏.‏‏

5826 - ‏‏(‏‏فاتحة الكتاب‏‏)‏‏ سميت فاتحة لأنها فتح بها القرآن وفاتحة الشيء أوله‏‏.‏‏ قال المولى الخسروي‏‏:‏‏ والكتاب كالقرآن ‏‏[‏‏ص 419‏‏]‏‏ يطلق على الجزء والكل والمراد هنا الأول فمعنى فاتحة الكتاب أوّله ثم صار علماً بالغلبة على سورة الحمد، وقد تطلق عليها الفاتحة وحدها فإمّا علم آخر بالغلبة أيضاً واللام لازمة آو اختصار لعدم الإلباس واللام كالعوض عن المضاف إليه ‏‏(‏‏شفاء من السم‏‏)‏‏ قال الطيبي‏‏:‏‏ ولعمري أنها كذلك لمن تدبر وتفكر وجرّب‏‏.‏‏ قال ابن القيم‏‏:‏‏ إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب فقد اشتملت على ذكر أصول أسمائه تعالى ومجامعها وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به وتجنب ما نهى عنه والاستقامة عليه وتضمنها ذكر أوصاف الخلائق وقسمتهم إلى منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته، وضال لجهله به مع ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والأسماء والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب والردّ على جميع أهل البدع، وحقيق بسورة هذا شأنها أن تشفي من السم ومن غيره‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ص هب عن أبي سعيد‏‏)‏‏ الخدري ‏‏(‏‏أبو الشيخ ‏‏[‏‏ابن حبان‏‏]‏‏‏‏)‏‏ بن حبان ‏‏(‏‏في‏‏)‏‏ كتاب ‏‏(‏‏الثواب عن أبي هريرة وأبي سعيد معاً‏‏)‏‏ ورواه عنه أيضاً أبو نعيم والديلمي‏‏.‏‏

5827 - ‏‏(‏‏فاتحة الكتاب‏‏)‏‏ قال العصام‏‏:‏‏ سميت به لأنّ اللّه يفتح بها الكتاب على القارئ إذ فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم الذي لأجله نزل الكتاب الكريم وبه يعرف وجه التسمية بسورة الكنز والكافية والوافية والشافية وأمّ الكتاب ولأمر مّا صارت أول الكتاب اهـ‏‏.‏‏ ‏‏(‏‏شفاء من كل داء‏‏)‏‏ من أدواء الجهل والمعاصي والأمراض الظاهرة لما حوته من إخلاص العبودية والثناء على اللّه وتفويض الأمر إليه والاستعانة به والتوكل عليه وسؤاله مجامع النعم كلها وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم وذلك من أعظم الأدوية الشافية الكافية قيل ومحل الرقية منها ‏‏{‏‏إياك نعبد وإياك نستعين‏‏}‏‏ لما فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة والافتقار والطلب والجمع من أعلى الغايات وهي عبادة الرب وحده وأشرف الوسائل ومن الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏هب عن عبد الملك بن عمير مرسلاً‏‏)‏‏ هو الكوفي رأى علياً وسمع جريراً قال أبو حاتم‏‏:‏‏ صالح الحديث ليس بالحافظ ثم إن فيه محمد بن منده الأصبهاني قال الذهبي‏‏:‏‏ قال ابن أبي حاتم‏‏:‏‏ لم يكن بصدوق‏‏.‏‏

5828 - ‏‏(‏‏فاتحة الكتاب تعدل ثلثي القرآن‏‏)‏‏ لاشتمالها على أكثر مقاصد القرآن من الحكمة العملية والنظرية باعتبار ما هو دعاء منها فالمشير إلى الحكمة العملية ‏‏{‏‏الصراط المستقيم‏‏}‏‏ والمشير إلى الحكمة النظرية ذكر السعداء وضدهم‏‏.‏‏

فائدة‏:‏ قال ابن عربي‏‏:‏‏ إذا قرأت الفاتحة فصل باسم اللّه الرحمن الرحيم بالحمد للّه في نفس واحد من غير قطع فإني أقول باللّه العظيم لقد حدثني أبو الحسن علي بن أبي الفتح الكفاري الطبيب بمدينة الموصل سنة أحد وست مئة وقال باللّه العظيم لقد سمعت المبارك ابن أحمد المقرئ النيسابوري يقول باللّه العظيم لقد سمعت من لفظ أبي بكر الفضل بن محمد الكاتب الهروي وقال باللّه العظيم لقد حدثنا أبو بكر بن محمد الشاشي الشافعي من لفظه وقال باللّه العظيم لقد حدثني عبد اللّه المعروف بأبي نصر السرخسي وقال باللّه العظيم لقد حدثنا محمد بن الفضل وقال باللّه العظيم لقد حدثنا محمد بن علي بن يحيى الوراق الفقيه وقال باللّه العظيم لقد حدثني محمد بن الحسن العلوي الزاهد وقال باللّه العظيم لقد حدثني موسى بن عيسى وقال باللّه العظيم لقد حدثني أبو بكر الراجعي وقال باللّه العظيم لقد حدثني عمار بن موسى البرمكي وقال ‏‏[‏‏ص 420‏‏]‏‏ باللّه العظيم لقد حدثني أنس بن مالك وقال باللّه العظيم لقد حدثني محمد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وقال باللّه العظيم لقد حدثني جبريل وقال باللّه العظيم لقد حدثني إسرافيل وقال قال اللّه تعالى يا إسرافيل بعزتي وجلالي وجودي وكرمي من قرأ بسم اللّه الرحمن الرحيم متصلة بفاتحة الكتاب مرة واحدة‏‏:‏‏ أشهد على أني قد غفرت له وقبلت منه الحسنات وتجاوزت عنه السيئات ولا أحرق لسانه في النار وأجيره من عذاب القبر وعذاب النار والفزع الأكبر ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء أجمعين‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏عبد بن حميد في تفسيره عن ابن عباس‏‏)‏‏‏‏.‏‏

5829 - ‏‏(‏‏فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش‏‏)‏‏ لأن اللّه جمع نبأه العظيم فيها وكنزها تحت العرش ليظهرها في الختم عند تمام أمر الخلق وظهور بادئ الحمد بمحمد صلى اللّه عليه وسلم لأنه سبحانه وتعالى يختم بما به بدأ ولم يظهرها قبل ذلك لأن ظهورها يذهب وهل الخلق ويمحو كفرهم‏‏.‏‏ ذكره الحرالي‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ابن راهويه عن علي‏‏)‏‏ أمير المؤمنين‏‏.‏‏

5830 - ‏‏(‏‏فاتحة الكتاب وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن‏‏)‏‏ وفي كتاب الثواب لأبي الشيخ عن عطاء إذا أردت حاجة فاقرأ بفاتحة الكتاب حتى تختمها تقضى إن شاء اللّه تعالى‏‏.‏‏

تنبيه‏:‏ قال حجة الإسلام‏‏:‏‏ ورد في خبر إن آية الكرسي السيد والفاتحة وسر التخصيص أن جامع الأفضل ويسمى فاضلاً والذي يجمع أنواعاً أكثر يسمى أفضل فنون الفضل هو الزيادة والأفضل هو الأزيد وأما السؤد فعبارة عن رسوخ معنى الشرف الذي يقتضي الاستتباع ويأبى التبعية والفاتحة تتضمن التنبيه عن معان كثيرة ومعارف مختلفة فكانت أفضل وآية الكرسي تشتمل على المعرفة العظمى التي هي المتبوعة المقصودة التي يتبعها سائر المعارف واسم السيد بها أليق‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏فر عن عمران بن حصين‏‏)‏‏‏‏.‏‏

5831 - ‏‏(‏‏فاتحة القرآن تجزئ‏‏)‏‏ أي تقضى وتنوب ‏‏(‏‏ما لا يجزئ شيء من القرآن‏‏)‏‏ قال القاضي‏‏:‏‏ فيه وجوب القراءة في الصلاة فقال أحمد ومالك إنها سنة وأوجبها الباقون ثم اختلفوا في الواجب فقال الشافعي تتعين الفاتحة ولا يقوم غيرها مقامها لهذا الحديث ونحوه وقال أبو حنيفة يجب آية من القرآن أية آية منه ‏‏(‏‏ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات‏‏)‏‏ لاحتوائها على ما فيه من الوعد والوعيد والأوامر والنواهي وزيادتها بأسرار محجبة بين الأستار‏‏.‏‏

فائدة‏:‏ قال ابن عربي‏‏:‏‏ خدمت فاطمة بنت المثنى وكانت تقول أعطاني اللّه فاتحة الكتاب تخدمني فما شغلتني وكانت إذا قرأتها تنشئها في القراءة صورة مجسدة في الهواء الخارج من فيها بحروف الفاتحة حتى تقوم صورة مكملة فتقول يا فاتحة افعلي كذا وكذا فيكون كما قالت وأنا أعجب ممن عنده الفاتحة كيف يحتاج إلى غيرها وجاءتها امرأة تشتكي غيبة زوجها فقرأت الفاتحة ثم قالت يا فاتحة الكتاب تروحي إلى بلد كذا تأتي بزوجها فلم يلبث سوى مسافة الطريق‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏فر عن أبي الدرداء‏‏)‏‏ ورواه عنه أبو نعيم أيضاً وعنه تلقاه الديلمي‏‏.‏‏

5832 - ‏‏(‏‏فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبداً‏‏)‏‏ يريد إلى أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين ثم يبطل ملكها ‏‏[‏‏ص 421‏‏]‏‏ ويزول فحذف الفعل لبيان معناه ‏‏(‏‏والروم ذات القرون‏‏)‏‏ جمع قرن ‏‏(‏‏كلما هلك قرن خلفه قرن أهل صبر وأهله لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير‏‏)‏‏‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏الحارث‏‏)‏‏ بن أبي أسامة ‏‏(‏‏عن‏‏)‏‏ عبد اللّه ‏‏(‏‏ابن محيريز‏‏)‏‏ بمهملة وراء وآخره زاي مصغراً هو ابن جنادة بن وهب الجمحي المكي ثقة عابد من الطبقة الثالثة‏‏.‏‏

5833 - ‏‏(‏‏فاطمة‏‏)‏‏ ابنته ‏‏(‏‏بضعة‏‏)‏‏ بفتح أوله وحكى ضمه وكسره وسكون المعجمة والأشهر الفتح أي جزء ‏‏(‏‏مني‏‏)‏‏ كقطعة لحم مني ‏‏(‏‏فمن أغضبها‏‏)‏‏ بفعل لا يرضيها فقد ‏‏(‏‏أغضبني‏‏)‏‏ استدل به السهيلي على أن من سها كفر لأنه يغضبه وأنها أفضل من الشيخين قال ابن حجر‏‏:‏‏ وفيه نظر قال الشريف السمهودي‏‏:‏‏ ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه ومن ثم لما رأت أم الفضل في النوم أن بضعة منه وضعت في حجرها أولها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأن تلد فاطمة غلاماً فيوضع في حجرها فولدت الحسن فوضع في حجرها، فكل من يشاهد الآن من ذريتها بضعة من تلك البضعة وإن تعددت الوسائط ومن تأمّل ذلك انبعث من قلبه داعي الإجلال لهم وتجنب بغضهم على أي حال كانوا عليه اهـ‏‏.‏‏ قال ابن حجر‏‏:‏‏ وفيه تحريم أذى من يتأذى المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم بتأذيه فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فالنبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم يتأذى به بشهادة هذا الخبر ولا شيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل ولدها ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ‏‏{‏‏ولعذاب الآخرة أشد‏‏}‏‏ اهـ‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏خ‏‏)‏‏ في المناقب ‏‏(‏‏عن المسور‏‏)‏‏ بن مخرمة‏‏.‏‏

5834 - ‏‏(‏‏فاطمة بضعة‏‏)‏‏ بفتح الباء على المشهور وفي رواية مضغة بميم مضمومة وبغين معجمة ذكره ابن حجر ‏‏(‏‏مني يقبضني ما يقبضها‏‏)‏‏ أي أكره ما تكرهه وانجمع مما تنجمع منه ‏‏(‏‏ويبسطني ما يبسطها‏‏)‏‏ أي يسرني ما يسرها ‏‏(‏‏وإن الأنساب‏‏)‏‏ كلها ‏‏(‏‏تنقطع يوم القيامة‏‏)‏‏ ‏‏{‏‏فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏‏}‏‏ ‏‏(‏‏غير نسبي وسببي‏‏)‏‏ النسب بالولادة والسبب بالزواج أصله من السبب وهو الحبل الذي يتوصل به إلى الماء ثم استعير لكل ما يوصل لأي شيء ‏‏(‏‏وصهري‏‏)‏‏ الفرق بينه وبين النسب أن النسب راجع لولادة قريبة لجهة الآباء والصهر من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج‏‏.‏‏

تنبيه‏:‏ قال المحب الطبري في كتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى‏‏:‏‏ في هذه الأخبار تحريم نكاح عليّ على فاطمة في حياتها حتى تأذن ويدل على ذلك قوله تعالى ‏‏{‏‏وما كان لكم أن تؤذوا رسول اللّه‏‏}‏‏ اهـ وقال غيره‏‏:‏‏ أخذ من هذه الأخبار حرمة التزوج على بناته وممن جزم به الشيخ أبو علي السخي في شرح التلخيص فقال‏‏:‏‏ يحرم التزويج على بنات النبي صلى اللّه عليه وسلم قال المؤلف‏‏:‏‏ ولعله يريد من ينسب إليه بالنبوة ويكون هذا دليله وقال ابن حجر في الفتح‏‏:‏‏ لا يبعد أن يعد من خصائص المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن لا يتزوج على بناته ويحتمل أن يكون ذلك خاصاً بفاطمة لأنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة فواحدة فلم يبق ممن تأنس به ممن يخفف عنها أمر الغيرة أحد‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏حم ك عنه‏‏)‏‏ أي عن المسور‏‏.‏‏

5835 - ‏‏(‏‏فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم‏‏)‏‏ وفي رواية لأحمد والطبراني إلا ما كان من مريم ‏‏(‏‏بنت عمران‏‏)‏‏ فعلم أنها أفضل من عائشة لكونها بضعة منه وخالف فيه بعضهم قال السبكي الذي نختاره وندين اللّه به أن فاطمة أفضل ثم خديجة ثم عائشة ولم يخف عنا الخلاف في ذلك ولكن إذا جاء نهر اللّه بطل نهر معقل إلى هنا كلامه قال الشيخ شهاب الدين ابن ‏‏[‏‏ص 422‏‏]‏‏ حجر‏‏:‏‏ ولوضوح ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون قال‏‏:‏‏ فأفضلهن فاطمة فخديجة فعائشة وظاهر الأحاديث أفضليتها على أخواتها لكونه خصها بالبضعة منه دونهن ولتجرعها ألم فقده دونهن لموتهن في حياته بخلاف أمهن فإنها شاركتهن في ألم فقدها نعم ينبغي أن يلحق بها أخواتها في تفضلهن أيضاً على أمهن بل نظر بعض الأئمة إلى ما فيهن من البضعة ففضلهن من هذه الحية أنه حصل لهن بها شرف عظيم فهو كتفضيل المصحف على كتب العلم وبه يعلم أن التفضيل لا ينحصر في زيادة الثواب إلى هنا كلام الشهاب‏‏.‏‏ قال في المطامح‏‏:‏‏ والتحقيق أن الفضيلة رتبة ذاتية فعائشة لها الفضيلة الرتبية لأنها رفيقته في الجنة وهو أعلى الخلق درجة فيها وفاطمة فضيلتها بالذات والاتصال وكذا سائر أولاده قال‏‏:‏‏ وقد زل قدم البعض فقال إن فاطمة إنما شرفت بالمهدي الذي يخرج منها وهذا كفر لا غبار عليه وسمعت بعض شيوخنا يحكيه عن السهيلي عفا اللّه عنه وقد كفر وامتحن من أجلها فإنما قال ذلك من قلة الدين والاجتراء على الهوى والباطل اهـ‏‏.‏‏ وقد اجترأ عفا اللّه عنه على السهيلي ونسب إليه ما لم يقله فإنه لم يقل إنها شرفت بالمهدي كما زعمه بل قال إن ذلك من جملة سؤددها وشتان ما بين التعبير وعبارة السهيلي في روضه عند كلامه على خبر إنها سيدة نساء أهل الجنة ما نصه قد دخل في هذا الحديث أمها وأخواتها وقد تكلم الناس في المعنى الذي سادت به غيرها دون أخواتها وأمها لأنهن متن في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكن في صحيفته ومات سيد العالمين في حياتها فكان رزؤه في صحيفتها ومميزاتها وقد روى البزار عن عائشة أنه عليه الصلاة والسلام قال لها هي خير بناتي لأنها أصيبت بي ومن سؤددها أيضاً أن المهدي المبشر به في آخر الزمان من ذريتها مخصوصة بذلك كله، هذه عبارة بحروفها، وليس فيها أنها إنما شرفت بالمهدي كما عزى إليه والتعصب يضيع العجائب، وفي الفتاوى الظهيرية للحنفية أن فاطمة لم تحض قط ولما ولدت طهرت من نفاسها بعد ساعة لئلا تفوتها صلاة قال‏‏:‏‏ ولذلك سميت بالزهراء وقد ذكره من صحبنا المحب الطبري في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى وأورد فيه حديثين أنها حوراء آدمية طاهرة مطهرة لا تحيض ولا يرى لها دم في طمث ولا ولادة وفي الدلائل للبيهقي أن المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم وضع يده على صدرها ورفع عنها الجوع فما جاعت بعد، وفي مسند أحمد وغيره أنها لما احتضرت غسلت نفسها وأوصت أن لا يكشفها أحد فدفنها علي بغسلها ذلك وذكر العلم العراقي أن فاطمة وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة بالاتفاق‏‏.‏‏

‏‏(‏‏تتمة‏‏)‏‏ قال ابن حجر في الفتح‏‏:‏‏ أقوى ما استدل به على تقديم فاطمة على غيرها من نساء عصرها ومن بعدهن خبر إن فاطمة سيدة نساء العالمين إلا مريم وأنها رزئت بالنبي صلى اللّه عليه وسلم دون غيرها من بناته فإنهن متن في حياته فكن في صحيفته ومات في حياتها فكان في صحيفتها قال‏‏:‏‏ وكنت أقول ذلك استنباطاً إلى أن وجدته منصوصاً في تفسيره الطبري عن فاطمة أنه ناجاها فبكت ثم ناجاها فضحكت فذكر الحديث في معارضة جبريل له القرآن مرتين وأنه قال‏‏:‏‏ أحسب أني ميت في عامي هذا وأنه لم ترزأ امرأة من نساء العالمين مثل ما رزئت فلا تكوني دون امرأة منهن صبراً فبكت فقال‏‏:‏‏ أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم فضحكت‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏ك‏‏)‏‏ في فضائل أهل البيت ‏‏(‏‏عن أبي سعيد‏‏)‏‏ الخدري قال الحاكم‏‏:‏‏ صحيح وأقره الذهبي ورواه أيضاً عنه أحمد والطبراني قال ابن حجر‏‏:‏‏ وإسناده حسن وإذا ثبت ففيه حجة لمن قال امرأة فرعون ليست بنبية‏‏.‏‏

5836 - ‏‏(‏‏فاطمة أحب إليّ منك‏‏)‏‏ يا علي بن أبي طالب ‏‏(‏‏وأنت أعز علي منها‏‏)‏‏ وقوله ‏‏(‏‏قاله لعليّ‏‏)‏‏ مدرج للبيان من الصحابي أو من المصنف‏‏.‏‏

- ‏‏(‏‏طس عن أبي هريرة‏‏)‏‏ قال‏‏:‏‏ قال علي يا رسول اللّه أيما أحب إليك أنا أم فاطمة‏‏؟‏‏ فذكره قال الهيثمي‏‏:‏‏ رجاله رجال الصحيح‏‏.‏‏

5837 - ‏‏(‏‏فتح‏‏)‏‏ بالبناء للمفعول وفي رواية للبخاري فتح اللّه ‏‏(‏‏اليوم‏‏)‏‏ نصب على الظرفية ‏‏(‏‏من ردم يأجوج ومأجوج‏‏)‏‏ من سدهم الذي بناه ذو القرنين ‏‏(‏‏مثل‏‏)‏‏ بالرفع مفعول ناب عن فاعله ‏‏(‏‏هذه‏‏)‏‏ أي الحلقة القصيرة ‏‏[‏‏ص 423‏‏]‏‏ ‏‏(‏‏وعقد بيده تسعين‏‏)‏‏ بأن جعل طرف سبابته اليمنى في أصل الإبهام وضمها محكماً بحيث انطوت عقدة إبهامها حتى صارت كالحية المطوقة واختلف في العاقد ورجح بعضهم أن العقد مدرج وليس من الحديث وإنما الرواة عبروا عن الإشارة مثل هذه بذلك والمراد بالتمثيل التقريب لا التحديد وقد قيل إنهم يحفرون في كل يوم حتى لا يبقى بينهم وبين أن يخرقوه إلا قليلاً فيقولون غداً نأتي فيأتون إليه فيجدونه عاد كما كان فإذا جاء الوقت قالوا‏‏:‏‏ عند المساء غداً إن شاء اللّه فإذا أتوا ونقبوه خرجوا‏‏.‏‏